علي خطي الآباء
تأملت الأخبار الجميلة لأبناء المعتقلين في الآونة الأخيرة, أخبار ما بين زواج و نجاح و تخرج وكلها تحقيق لأهداف و لانجازات
دفعتني هذه الأخبار لأن أكتب لنفسي أولا ثم لأخواني الكرام هذه الكلمات
لقد اختارنا الله تعالي لأن نكون أبناء مجموعة من المعتقلين أو يمكن أن نقول مجموعة من الاصلاحيين , ولعلهم عرفوا بكلمة "الاصلاحيين" لما صنعه كل واحد منهم و لما حققوا من نجاح و أعتقد أن سيرهم الذاتية خير دليل علي ذلك, فكلها سير عظيمة لا يفخر بها ابناءهم فقط بل يفخر بها كل من حولهم .
حقا, ان الله سبحانه قد اكرمنا و شرفنا بأن وهبنا آباء كهؤلاء
ولكن: هل نحن من يستحق هذا الشرف حقا؟ هل نحن من سيحمل الرسالة من بعدهم؟ هل نحن من سيحقق ما حققوه هم و أكثر؟ والأهم من ذلك هل سنسعي مثلهم لنرضي الله وليفخر بنا اسلامنا من بعدهم؟ ........................
اخواني:
ان نجاح ابائنا الحقيقي بجانب ما حققوه من انجاز , هو أن يصنعوا خلفاء لهم يحملوا عنهم و يكملوا طريقهم الذي اختاروه لأنفسم.
فلا تتوانوا اخواني في أن تكونوا خلفا لآباكم , لا تتوانوا في أن تحققوا في حياتكم الكثير و الكثير, و لا تتنازلوا أن تنجحوا في حياتكم
ابذلوا كل غالي لدينكم و لدعوتكم , ابذلوا كل غالي حتي لا يتوقف ما بذله اباؤنا
إنهم قد قدموا الكثير , وقد حان الوقت ليكون الدور دورنا و العمل عملنا و الجهد جهدنا
ان سعادتم الحقيقية ليست في خروجهم من المعتقلات واستعاده حريتهم و حسب, ان سعادتهم الحقيقية في أن يرونا خير خلف لهم
انهم لا ينتظرون دموعنا في الزيارات أو في المحاكمات, انهم ينتظرون نجاحنا و انجازاتنا
وأفضل من أن ينظر كل منا و يقول متي يخرج ابي ليكمل حياته, لماذا لا نقول الآن قد حان الوقت لنعلن للدنيا أننا قادرين علي حمل الرسالة, و لنحملها كما حمولها هم و لنتعلم مما انجزوه هم و لنتحمل مثلما تحملوا هم
ان المحن دائما هي من تصنع الأبطال, وهي التي تخرج منا افضل ما فينا و تجعلنا نتحمل ما لم نكن أبدا نعتقد أننا قد نطيقه يوما ما. فعلينا ألا ننظر لأنفسنا أننا الضحايا في هذا المعركة بل بالعكس اننا من سيتعلم و يتحمل و يصمد و ينجز و يسعد آباءه الذين طالما انتظروا أن يروه صامدا صابرا ناجحا
ولنجعل هذه المحنة نقطة انطلاقة جديدة لنا, لن تدفعنا الا لكل أفضل في حياتنا. و بدلا من أن نتسجدي عطف من حولنا, نحظي باحترام الجميع لنا و نتشرف بانبهار الجميع بنا.
و اذكركم أن فشل أعدائنا ليس فقط في أن يرونا هنا و هناك نعمل علي نشر القضية -وان كان هذا رائعا- و لا في ان يسمعوا دعواتنا عليهم و انما فشلهم الحقيقي و خزيهم الكبير في أن يروا أجيال ممن يحاربونهم هم أو أن يرو هذه الأشبال من تلك الأسود
إن وجودنا علي نفس الطريق يشعرهم بعجزهم علي تكملة الطريق بل و باستحالة الوقوف أمامنا
وتذكروا معي مقولة عمر المختار لأعدائه قبل اعدامه: "نحن لن نستسلم ننتصر أم نموت, سيكون عليكم أن تحاربوا الأجيال التي تلينا......"
فلماذا لا نكون نحن أول هذه الأجيال التي تلي هذه النخبة من الرجال الأفاضل
حتي و ان كان الله قد وهب لدعوتنا جيلا جديدا من الشباب, لكننا أولي الناس بأن نكون أول أبناء هذا الجيل و أول المضحين
و لا تنسونا من دعائكم