ذكريات تثيرها أحداث
أعجبتي كثيرا مقالة سجون الإخوان.. معاهد لإعداد الدعاة
http://ikhwanonline.com/Article.asp?ID=26981&SectionID=0
التي قرأتها علي اخوان أون لاين اليوم و التي تتحدث باختصار عن فترة السجن التي قضاها الكاتب في سجن أبو زعبل سنه 81, و كيف كانت أيام السجن علي قسوتها منهلا للعلم و فرصة طيبة للتمتع بالاخوة بين أجيال مختلفة
ذكرتني هذه المقالة بكل الفترات التي قضاها أبي في سجون طرة, أيام علي قسوتها و صعوبتها ملأت ذاكرتنا بأحداث لا أعتقد أنه من الممكن أن ننساها
منذ أول اعتقال له في (31-10-1998) حيث ذهبنا لأول زيارة ينتابنا احساس بالقلق و الخوف من كل شيء, و عدنا و نحن لا نصدق -الحمد لله – كل هذا البشر والأمل الذي ارتسم علي وجهه و كل هذا الصبر الذي ينزله الله عليه,حتي تعلمنا منه ألا ننظر و نقيم الأمور بالمقاييس الدنيوية, بل نقيمها من منطلق أخروي رباني.
فكل الناس تنظر الي السجن علي أنه مكان للتعذيب و القهر, ولكن الاخوان ينظرون إليه علي أنه طريقهم الي الجنة, فيهون كل شيء وتهون كل التضحيات في سبيل ارضاء الله تعالي
تذكرت كيف كنا نقضي رمضان تلو رمضان و أعياد تلو أعياد ولا يفوتنا الذهاب الي طرة, في مرة قضينا 7 أعياد متتالية لا تمضي الا ونحن نقضي ثاني أيام العيد هناك, لدرجة أن العيد التالي لكل هذه الأعياد قلنا لأبي: يلا نحضر للزيارة تاني يوم العيد, أصل لو مارحناش السجن مش حنحس ان ده عيد
طريق اسكندريةالقاهرة علي طوله له معنا ذكريات لا تنسي, سرنا في هذا الطريق سنوات و سنوات لا يمر اسبوع دون أن نكون قد ممرنا بهذا الطريق, و مع اختلاف الحبسات اختلف رفقاؤنا في الطريق, فمرات نضحك و نمزح علي طول الطريق و مرات نخفف الآلام عن بعضنا ومرات نكون وحدنا......
كلها أيام مضت و انتهت, مضت ولم نشعر أنها ستمر و تنتهي بهذه السرعة, مضت ولم يبق منها سوي ذكريات بحلوها و مرها. مضت ولم نكن نعلم أن الله قد قدر لنا أن نمر بها ثانية - بل خامسة
عندما خرج أبي بعد قضاء ثلاث سنوات كان نقول
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها.... فرجت و كنت أظنها لا تفرج
واليوم نقول
ولرب نازلة يضيق بها الفتي... زرعا و عند الله منها المخرج
الحمد لله يارب علي كل ما قدرت لنا في هذه الدنيا, اللهم لا تحرمنا أجر هذه الأيام ولا تفتنا بعدها واغفر لنا ما قدمنا فيها وفي غيرها
إننا لم نتعود علي الظلم مع مرور كل هذه السنين -كما يعتقد الكثير- ولم نألف الحياة المرة والعيشة تحت القيود, لكننا اخترنا هذا الطريق و نحن نعرف ما فيه, لأنه طريق الله, وكفي بالله شهيد