هكذا عرفته
واصل الرحم ومغيث الملهوف.. هكذا عرفته
ما أدركته طفولتي منه هو أنه ذاك الرجل اللطيف الذي يغرقنا بالهدايا في غيبة والدنا
يذكر دوما أعياد مولدنا.. حتى كأننا أبناؤه
وعندما وعت عيني الدنيا.. علمت أن عمي هذا هو الوحيد الذي يعرفه كل أفراد عائلتنا المترامية الأطراف
لم أر أحرص منه علي صلة الرحم، ولا يكتفي فقط بالقربي بل يصل أقاربه حتى الدرجة العاشرة.. ولو علم من هم بعد ذلك لأظنه وصلهم
يغيث الملهوف.. لا يرد سائلا أبدا، لا ينتظر أن يأتيه أحد إخوانه سائلا بل يده ممتدة دوما في تواضع.. لكأنما يستشعر فضل إخوانه عليه بسؤالهم له
حتى في أشد الضوائق المالية التي أصابته، كان كثير الجود حتى متجاوزا كرم أيام الرخا
في ملامحه عزة لم أعهدها في غيره، حين تلقاه تشعر منذ الوهلة الأولي اعتزازه بإسلامه، كثيرون عشقوا صحبته لمداعباته وتذكيراته الدعوية التي لا تنقطع
ورغم كثرة مشاغله وطول غيبته.. كان يغتنم أي وقت يقضيه مع أهله إلي أقصي مدي.. فلا تراه معهم إلا صديقا قريبا ومربيا حكيما... سبحان الله لم يكن ينسي أبدا أنه داعية.
عفيف اللسان حتى عمن ظلمه... عندما اعتقل زوج خالتي لم تتمالك خالتي نفسها ولعنت خاطفي زوجها.. لكن عمي هذا لا تجده مع هؤلاء إلا ملاطفا رفيقا.. حتى وهم يكبلون يديه لم ينس أنه داعية همه كسب القلوب.. سبحان الله حتى مع هؤلاء.
أمثل هذا يواري في ظلام السجون؟؟ عبثا ستذهب محاولاتهم لحجب النور سدي... فالنجوم كلما اشتد الظلام حولها .. ازدادت ضياء ولمعانا
قريبة المهندس مدحت الحداد
1 comment:
من المفارقات العجيبة أن شقيق أحمد الأكبر وهو سلمان محمود حينما أتي إلي الدنيا كان جده في المعتقل أيضاً ولم يحضر مولده فقد قضي المهندس مدحت في المعقتل في الفترة الأخيرة قرابة الخمس سنوات ونصف حتي أنه لم يحضر صيف الإسكندرية لمدة 5 سنوات متتالية نتيجة اعتقاله في موسم الشتاء وخروجه في موسم الشتاء القادم .
فتضحيات المهندس مدحت كبيرة في سبيل رفعة هذا البلد فنظراً لاحتكاكي الشديد به وتعاملي اليومي معه نقل لي :
1. إحساسه العظيم بحب هذه البلد وخوفه الشديد علي أمنها وسلامتها.
2. حرصه الكبير علي أن يعطي لكي ذي حق حقه .
3. حبه الشديد لمن يعمل معه .
4. وروحه في الاجتماعية الكبيرة التي جعلت الجميع يحمل له حباً جماً .
5. ثقافته العالية التي من المفترض أن تفخر بها مصر .
6. التضحية بوقته وجهده للدعوة في سبيل الله تعالي .
جعل الله هذه الأوقات في ميزان حسناته وفك عنه وعن إخوانه كربه وحفظ الله تعالي أولاده وأحفاده وجعلهم زخراً له وللمسلمين – اللهم أمين
سيد أبو عبدالله
Post a Comment